للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثامنًا: نقد الآراء وبيان الخطاء دون نقد الأشخاص ما أمكن ذلك.

بعض المنتقدين لا يفرق بين نقد الرأي ونقد صاحب الرأي فتجده يحمل على صاحب الرأي ويوجه له العبارات الجارحة والكلمات النابية، ونجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حصل خطأ من بعض الصحابة لا يُسميهم بل يقول " ما بال رجال أو ما بال أقوام يقولون كذا وكذا".

ما حصل بين الشاطبي وبين أحد علماء عصره من المبتدعة من نقاش حول مسألة الدعاء الجماعي بعد الصلوات، ومع أن المبتدع أشتد في رده على الشاطبي إلا أن الشاطبي ناقشه مناقشة طويلة ومع ذلك لم يذكر اسم هذا الشيخ نهائيا.

وقد نهى السلف عن التشهير بالرجال إلا إذا كان هناك مصلحة راجحة في ذكره، لأن الأصل هو الستر على المسلمين، وقد ذكر الدكتور بكر أبو زيد هذه المسألة فقال: " الأصل هو الستر والعمل على دفع دواعي الفرقة والوحشة وعدم الموافقة، فالرد ينصب على المقالة المُخالفة المذمومة لا على قائلها " (١)

تاسعًا: لازم القول ليس قولاً، وعدم الإلزام لما لا يلزم.

تجد بعض المسلمين ينسبون إلى شخص أو طائفة قولا أو رأيًا لم يقل به على وجه التصريح، وإنما هو من باب الإلزام بالمفهوم، فهو حينما قال كذا فيلزم من قوله كذا. وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن


(١) ميزان الاعتدال ١/ ١١١. ') ">