للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدنيا وما فيها» (١)

- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين» (٢).

والأحاديث في فضل الجهاد في الإسلام كثيرة، وفي التنفير من التقاعس عنه أيضا كثيرة ووعيدها كبير، لا يسع المقام لإيرادها (٣) وإنما المقصود بيان أن مسألة الحرب الجهادية التي كان يقودها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه لم تكن شيئا غير موجود، بل هي حقيقة تاريخية يقينية، وكانت أمرًا يتشرف به أهل ذلك الزمان ومن يسير على هديهم.

وهنا نتساءل: ما دمنا نعلم أن الإسلام استعمل الحرب؛ فما هي الدوافع لهذه الحروب الإسلامية؟

قبل أن نشير إلى أسباب الحرب والجهاد في الإسلام، لا بد من العلم أن الحرب في الإسلام تنطلق من منطلق مهم، مضبوط بضابط عدم الإكراه على الدين: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} البقرة: ٢٥٦. هذا من جهة.

ومن جهة أخرى؛ فالحرب في الإسلام هي حالة غير محببة ولا مرغوب فيها، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: «أيها الناس


(١) صحيح البخاري (٢٦٣٩)، صحيح مسلم (١٨٨٠).
(٢) حيح مسلم (١٨٨٦).
(٣) راجع أهمية الجهاد في الدعوة إلى الله، علي العلياني، ص ٢٣٤ - ٢٥٣.