للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُوفّى إليهم عهدهم {إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} التوبة: ٤.

لكن هل من الممكن إبقاء كيانهم بعد انتهاء المدة؟

لا بد أن يُعلم أن جزيرة العرب لها خصوصيتها الكبرى في تقبّل دين آخر مع الإسلام، ولذا لا يمكن استبقاء أي كيان في هذه الجزيرة يقاوم الكيان الإسلامي، فهم بين الخضوع التام لدولة الإسلام، وهو يعني إسقاط كيانهم، أو رفضهم الخضوع التام وهنا يشرع القتال.

هذا على مستوى الأفراد؛ إذ نجد أن الإسلام استقر على ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم عند موته: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم» (١)

وفي حديث آخر: «لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما» (٢)

إذًا، فحال جزيرة العرب خاص من عموم الحرية الدينية، وليس


(١) صحيح البخاري (٢٨٨٨).
(٢) صحيح مسلم (١٧٦٧).