للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكما هداكم بعد ضلالكم، فكذلك يهدي غيركم ..

فإذا كان من خرج للجهد في سبيل الله، ومجاهدة أعداء الله، واستعد بأنواع الاستعداد للإيقاع بهم، مأمورا بالتبين لمن ألقى إليه السلام، وكانت القرينة قوية، في أنه إنما سلم تعوذا من القتل، وخوفا على نفسه؛ فإن ذلك يدل على الأمر بالتبين والتثبت، في كل الأحوال التي يقع فيها نوع اشتباه، فيتثبت فيها العبد، حتى يتضح له الأمر، ويتبين الرشد والصواب) (١)

وجاء عن علي [بن سهل] وابن المصفى: «بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فلما بلغنا الْمُغَارَ [موضع الغارة] استحثثت فرسي فسبقت أصحابي وتلقاني الحي بالرنين [أي: الصوت]، فقلت لهم: قولوا لا إله إلا الله تُحْرَزُوا [تحفظوا أنفسكم وأموالكم]، فقالوها، فلامني أصحابي وقالوا: حرمتنا الغنيمة! فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه بالذي صنعت، فدعاني فحسّن لي ما صنعت، وقال: "أما إن الله قد كتب لك من كل إنسان منهم كذا وكذا» (٢)

بقي هنا أن نشير إلى أن هذه النصوص هي التشريع الذي يُمثل


(١) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن سعدي، ص ١٩٤ - ١٩٥. ') ">
(٢) سنن أبي داود (٥٠٨٠)، والحديث ضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود، ولكن معناه مما يشهد له نصوص الإسلام بشكل واضح، والآية التي قبله أيضا.