للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حقيقة الإسلام، وقد يحدث أحيانا من بعض أفراد الجيش ممن يريد الدنيا أو ممن يجهل بعض الأحكام، أو ممن يجتهد بما يُخالف أحكام الإسلام؛ كل هؤلاء ربما وقعت منهم أخطاء تخالف مُراد الإسلام، ولذا نحن نورد أحداثهم لنعلم أنه مهما قيل ونُقل من تلك الأعمال المخالفة؛ فذلك ليس هو التمثيل الحقيقي والتشريعي في الإسلام.

- حرص الإسلام على دعوة جميع الأجناس:

ونختم الحديث في هذا الخيار (الدخول في الإسلام) بمسألة جديرة بالعناية في معرض المقارنة بين منهج الإسلام وغيره، وهي أن الإسلام لا يُميّز - أبدا- على أساس عرقي أو غيره بين الشعوب الراغبة في الدخول فيه، فالجميع مدعوون -مهما بلغت عداوتهم للإسلام - إلى الدخول فيه، من غير وجود أي عقبات في ذلك. بل لقد تناسى النبي صلى الله عليه وسلم كل كيد الأعداء والماكرين به أشد المكر، وقبلهم إخوة له في الإسلام! ونضع هنا مثالين فقط من أمثلةٍ كثيرةٍ ومتعددةٍ يزخر بها دين الإسلام.

المثال الأول: كان فتح مكة هو إيذانٌ بأعظم انتصار للإسلام ضد أكبر أعداء المسلمين، وهم مشركو مكة، الذين طاردوا النبي صلى الله عليه وسلم وضربوه وأهانوه، وحاولوا قدر المستطاع قتله، حتى هرب منهم فارًّا بدينه ونفسه. عندما انتصر عليهم ظن أهلها أنه سيبيدهم؛ لِمَا بدر منهم من الاضطهاد والتنكيل له ولأصحابه، لكنه تعامل مع الموقف بتعامل