للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُريد به رحمة بهم، فأول مبادرة للسلام هي قوله: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن» (١)

ثم لما استتب له الأمر تماما، خطب في الناس: «يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء. الناس من آدم وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات: ١٣، ثم قال: يا معشر قريش! ما تروني أني فاعل فيكم، قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء» (٢)

يعلق المستشرق الأمريكي " واشنجتون ايرفنج " على حالة الفتح: (كانت تصرفات الرسول [صلى الله عليه وسلم] في مكة تدل على أنه نبي مرسل لا على أنه قائد مظفر. فقد أبدى رحمة وشفقة على مواطنيه، رغم أنه أصبح في مركز قوي. ولكنه توّج نجاحه وانتصاره بالرحمة والعفو)

وكان هذا الموقف يتوافق وتوجيهات القرآن بعدم الزيادة في


(١) صحيح مسلم (١٧٨٠).
(٢) السيرة النبوية، ابن هشام ٥/ ٧٣ - ٧٤، وراجع الروايات والكلام على أسانيدها في: السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، مهدي رزق الله، ص ٥٦٩.