للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العدوان، والصفح عن المعتدين. يقول الصحابي أبي بن كعب (١) لما كان يوم أُحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا ومن المهاجرين ستة، فيهم حمزة، فمثّلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربينّ عليهم [نزيد في العقوبة]، قال: فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} النحل: ١٢٦

المثال الثاني: وفي فتح مكة استثنى النبي صلى الله عليه وسلم أربعة رجال من العفو الشامل، إلا أربعة نفر وامرأتين، وقال: «اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح» (٢)

نلاحظ أن هؤلاء بلغوا من العتو والطعن في دين الإسلام درجة كبرى، ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يُهدر دماءهم، وقد عصم دماء غيرهم من المشركين. الأهم من ذلك أن اثنين منهم لم يُطبق عليهم هذا الحكم، وهما: عكرمة بن أبي جهل، حيث جاءت الروايات حول هؤلاء: « ... وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصف، فقال أصحاب السفينة: أخلصوا، فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا،


(١) الحديث في: سنن الترمذي (٣١٢٩)، وقال: حسن غريب، وقال الحاكم في المستدرك (٣٣٦٨): حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(٢) مستدرك الحاكم (٢٣٢٩)، وصححه ووافقه الذهبي.