للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن استغنى عنه منهم وقعد فعليه مثل ما على أهل أذربيجان من الجزاء والدلالة والنزل يوما كاملا، فإن حشروا وضع ذلك عنهم) (١)

- أهل الملل الذين تؤخذ منهم الجزية:

هذه المسألة تغيب أو يندر الإشارة إليها في عدد من الكتابات التي تكلمت عن السلام والحرب أو العلاقات الدولية في الإسلام! ولكون الخلاف موجودا في كتب الفقهاء؛ فمن الحسن الإشارة إليه، لأنه جزء من تراث علماء الإسلام، لنحاول الوصول فيه إلى الرأي الصواب الذي يُوافق الأدلة القرآنية والنبوية.

اختلف العلماء فيمن تؤخذ منه الجزية، ومُلخّص ذلك يذكره ابن القيم بقوله: (قال أحمد والشافعي: لا تؤخذ إلا من الطوائف الثلاث التي أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم، وهم: اليهود والمسيحيون والمجوس، ومن عداهم فلا يقبل منهم إلا الإسلام أو القتل.

وقالت طائفة: في الأمم كلها، إذا بذلوا الجزية قبلت منهم: أهل الكتابين بالقرآن، والمجوس بالسنة، ومن عداهم ملحق بهم، لأن المجوس أهل شرك لا كتاب لهم فأخْذُها منهم دليل على أخذها من جميع المشركين، وإنما لم يأخذها صلى الله عليه وسلم من عبدة الأوثان من العرب لأنهم أسلموا كلهم قبل نزول آية الجزية [التوبة ٢٩]، فإنها نزلت بعد [غزوة] تبوك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرغ من قتال العرب واستوثقت


(١) تاريخ الطبري ٢/ ٥٤١. ') ">