للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن في اتباع أمر الله وشرعه من المصالح ما لا يدخل تحت الحصر؛ ولذلك أمر الله بالقاعدة الكلية والأصل العام، فقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وهذا شامل لأصول الدين وفروعه، ظاهره وباطنه، وأن ما جاء به الرسول يتعين على العباد الأخذ به واتباعه، ولا تحل مخالفته، وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى، لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه، ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله، ثم أمر بتقواه التي بها عمارة القلوب والأرواح [والدنيا والآخرة]، وبها السعادة الدائمة والفوز العظيم، وبإضاعتها الشقاء الأبدي والعذاب السرمدي، فقال: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} على من ترك التقوى، وآثر اتباع الهوى " (١) (٢)

فعلى المسلمين أن يحسنوا تطبيق النظام الإسلامي في تداول المال فيما بينهم، ومحاربة الفقر وإشاعة التكافل الاجتماعي والاقتصادي، وأن يشعر الغني منهم بالمحتاج ويألم لألمه وينشط لسد حاجته والقيام على مصالحه وتفريج كربته.

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ


(١) تفسير السعدي - (١/ ٨٥٠)
(٢) تفسير السعدي - (١/ ٨٥٠) ') ">