للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألفي ألف نفس] (١).

وقال أيضا:

[وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد] (٢).

ولكن الشخصية المسلمة كانت ما تزال متماسكة، وأركان المجتمع كانت - على الأغلب - قائمة على معان أصيلة من الإسلام. . ولذلك فسرعان ما كان الثأر واسترداد الكرامة في معركة عين جالوت التي كانت سنة ٦٥٨هـ، ولم يمض وقت طويل حتى دان الغزاة بدين أهل البلاد المغلوبين، دين الإسلام وإن لم يتخلوا عن همجيتهم وعدوانهم وشرهم.

ثم كانت معركة انتصر فيها المسلمون انتصارا عظيما، وربما كانت أقل شهرة من المعارك التي سبقتها، وهي معركة شقحب موضوع بحثنا هذا.

في اليوم الثاني من رمضان سنة اثنتين وسبعمائة للهجرة (الموافق للعشرين من نيسان (إبريل) سنة ١٣٠٣م) وقعت هذه المعركة بين المسلمين والمغول. . . بين عسكر السلطان الناصر، وعسكر قطلوشاه.

وقد عرفت هذه المعركة باسمين هما: (موقعة مرج الصفر)، و (معركة شقحب) (٣) وكان عدد الجيش المغولي الذي اشترك في هذه الموقعة كبيرا، يقدره بعضهم بخمسين ألف مقاتل، وهناك من يقول: إن عدده يصل إلى مائة ألف.

والفرق بين الرقمين يدل على أن التقدير غير دقيق، لكن الشيء الواضح من ذلك ضخامة عدد ذلك الجيش، وقد كان في عداد هذا الجيش فرقتان من الكرج والأرمن (٤)


(١) البداية والنهاية ١٣/ ٢٠٢.
(٢) ((البداية والنهاية)) ١٣/ ٢٠٣.
(٣) شقحب: عين ماء جنوب دمشق بعد قرية الكسوة على يمين الذاهب إلى حوران (انظر الخريطة).
(٤) الأرمن شعب نصراني يعيش في منطقة جبلية وعرة بين تركيا وإيران اليوم