للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في كل عصر ومكان، بل تهتم بها مخلوقات الله الأخرى: العجماوات وأشكالها .. يؤكد هذا قوله صلى الله عليه وسلم، في أحد أسفاره وقد رأى أنثى إحدى الطيور (١) (٢) مضطربة يمينًا وشمالاً، في حركات تدل على الفزع فقال: «من فجع هذه في فراخها قال رجل أنا يا رسول الله، فقال: ردوا إليها فراخها» (٣).

ويؤصل هذا المدلول الأمني، ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة في الأبدان والفراغ» (٤) رواه البخاري عن ابن عباس (٥)

ولئن كانت بعض الزعامات البشرية تغفل عن الأمن الأخروي، والأمن من عقاب الله، فإنما هذا عائد لنقص الإيمان لديها، وعدم الخوف من الله، وإلاّ لما تجرؤا على قتل الأبرياء، وتجويع النساء، والأطفال وتخويفهم، ونهب الخيرات وطرد الآمنين من بيوتهم، فالمجرم لا يقدم على فعلته، والخائن لا يستمر في خيانته، إلاّ لخلو القلب من الإيمان الرادع، الذي هو الرقابة على كلّ عمل وميزان لما بعد العمل، فمن خان الأمانة، ومن خان العهد مع ولي الأمر، وتمرّد على طاعته، ومن خوّف الناس على أنفسهم وممتلكاتهم، ومن زعزع أمن الدولة، ومن أقدم على قتل نفسه وقتل الآخرين، ومن أفتى بشرعية ذلك، وغير ذلك كلّه بسبب فكر ضال، وذهن ملوّث تحت


(١) هي: الحمّرة.
(٢) هي: الحمّرة. ') ">
(٣) سنن أبو داود الجهاد (٢٦٧٥)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٤٠٤).
(٤) صحيح البخاري الرقاق (٦٤١٢)، سنن الترمذي الزهد (٢٣٠٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٧٠)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٢٥٨)، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٠٧).
(٥) وجاء في الأثر: الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان. ') ">