للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكن الأمن الحقيقي في شرع الله الذي شرع لعباده، وهو سبحانه أرأف من أولئك الدارسين للإجرام، والمقننين عقوباتهم، فما يُصْلح المجتمعات، ولا ينشر الأمن في ربوعها، ويقضي على جذور الاعتداء، والاستخفاف بمقادير الناس، وإخافة الآمنين، إلا حكم الله، ومن أحسن من الله حكمًا، ففيه الجزاء الرادع، الذي بتطبيقه يقضى على الشر، والخوف منه يصلح النفوس، ويردها عن غيّها .. وقد كُتِب هذا الجزاء على أهل الكتاب قبلنا، فبدّلوا شرع الله برغبات نفوسهم، كما قال تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ}، فهذا على أهل الكتاب الذين خالفوا، وطبّقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، فأمن المجتمع.

ويقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى}، وهذا على أمة محمد فاستجابوا وطبّقوا فأمنوا.

وهذا هو حكم الله الذي فيه طمأنة المجتمع، وإخافة الفاعل، والردع عن التّمادي في العمل الضار، حتى تأمن النفوس في المجتمع، قد أنزله الله سبحانه على بني إسرائيل في التوراة، فخالفوا وعاندوا وبدّلوا، فكثرت الجرائم عندهم، واضطرب مجتمعهم وكثر