وسار على منوالهم النصارى – لجهلهم - فحلّ بهم ما لحق بسابقيهم، حسبما أخبر الله عنهم في سورة الفاتحة، وما نلمسه اليوم في قوانينهم الوضعية، من امتداد لذلك العمل، حيث تُجْنى الثمرات السيئة، وما يطفح على الصحافة من أخبار، وما يبرز في تقارير الجريمة من أرقام {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}، واختار الله هذه الأمة – أمة محمد صلى الله عليه وسلم- لتطبيق ذلك فأمن مجتمعهم، واطمأن الناس على أنفسهم، وأعراضهم وأموالهم، كما أخبر صلى الله عليه وسلم، بأن المسافر بين مكة واليمن في أمن لا يخشى على نفسه ومواشيه، إلا الله والذئب على غنمه، وهذا من أمن الإسلام الوارف، لكن لمّا دبّ القلق في بعض المجتمعات الإسلامية، وفسدت الذمم لأن أقوامًا في بعض المجتمعات الإسلامية، قد دبّ القلق في قلوبهم، وجاء في الأثر (يصيبهم داء الأمم).
لأنّهم استبدلوا بحكم الله قانونًا بشريًا وغيّروا وبدّلوا، بما أخذوه عن غيرهم تقليدًا، واستبدلوا بحكم الله حكم البشر، فنزع الله عنهم البركة، وارتفع عنهم ظل الأمن، والهدوء والطمأنينة، وتفشى بينهم القلق والجريمة المتنوعة، ألم يقل سبحانه:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}.