للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} (هود: ٩٤).

وما كان حال قوم شعيب بأحسن منهم عندما كفروا بالله فإن الله تعالى حبس عليهم الريح سبعة أيام وسلط عليهم الحر حتى أخذ بأنفاسهم فلم ينفعهم ظل ولا ماء فكانوا يدخلون الأسراب ليتبردوا فيها فيجدوها أشد حرًا من الظاهر فهربوا إلى البرية فأظلتهم سحابة وهي الظلة فوجدوا لها بردًا ونسيمًا فأمطرت عليهم نارًا فاحترقوا (وقيل) سلط الله عليهم الحر سبعة أيام ولياليهن ثم رفع لهم جبل من بعيد فأتاه رجل فإذا تحته أنهار وعيون وشجر وماء بارد فاجتمعوا كلهم تحتها فوقع عليهم الجبل وهو الظلة) (١) وأهلك أصحاب الفيل بالحجارة قال تعالى: {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} (الفيل:٤).

٢) العقوبة على الذنوب التي دون الشرك والكفر الأكبر لتطهير العباد من ذنوبهم وتمحيصهم:

إن من أسباب المصائب التي تصيب الناس في الدنيا في أنفسهم وأهليهم وأموالهم هو من كسب وعمل أيديهم وأن ما يصيبهم من ذلك عقوبة من الله لهم بما اجترحوا من الآثام (٢) قال تعالى:


(١) انظر الجامع لأحكام القرآن القرطبي. ') ">
(٢) جامع البيان/الطبري:٢٧/ ٢٣٥. ') ">