للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأوصى هو أن يصلي عليه صهيب الرومي رضي الله عنه (١) والأمثلة على ذلك كثيرة (٢)

إذا عرف هذا فإن المرء إذا علم بأن الأئمة وأولي الفضل شرع لهم ترك الصلاة على الفساق إذا ماتوا، ورأى منهم تجنب ذلك، علم شؤم المعاصي، وأنها وبال على صاحبها في الدنيا والآخرة، فربما نفر منها وأعرض عنها، وحرص على امتثال أوامر الله -تبارك وتعالى- واجتناب المعاصي المفسقة؛ ليكون من عباد الله المتقين، وحزبه المفلحين.

وهذه مصلحة شرعية مطلوبة، يحصل بها تأديب وإصلاح الرعية، بتحذيرهم من الوقوع في المعاصي المفسقة، ولا شك أن كل ما كان سببًا لصيانة محارم الله تعالى عن الانتهاك، كان المنبغي على الوالي الأخذ به سياسة شرعية لحفظ الدين، وحقوق العباد من إتلاف واستهلاك، وهذه المصلحة مقصودة للشرع.

قال الماوردي (٣) " فإن الله -جلت قدرته- ندب للأمة زعيمًا


(١) مصنف عبد الرزاق (٣/ ٤٧١)، الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/ ٣٦٨). ') ">
(٢) انظر: مصنف ابن أبي شيبة (٣/ ٢٥٨)، المحلى لابن حزم (٥/ ١٤٥)، السنن الكبرى للبيهقي (٤/ ٢٩). ') ">
(٣) هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري الشافعي، من مصنفاته: الإقناع، الأحكام السلطانية. توفي سنة ٤٥٠ هـ وله ٨٦ سنة. (طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٢٦٧ - ٢٨١، طبقات الشافعية للأسنوي ٢/ ٣٨٧ - ٣٨٨).