للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أمامهن فلا يدع أحدا يدنو منهن، وينزلن مع عمر كل منزل، فكان عثمان وعبد الرحمن ينزلان بهن في الشعاب، فيقبلانهن الشعاب، وينزلان هما في أذل الشعب، فلا يتركان أحدا يمر عليهن (١).

ويبدو أن عبد الرحمن كان كثير الحج، فقد حج سنة تسع الهجرية في أيام النبي صلى الله عليه وسلم وكان على الحج أبو بكر الصديق (٢) رضي الله عنه، وحج مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع سنة عشر الهجرية كما ذكرنا.

وحج سنة إحدى عشرة الهجرية بالناس، وقيل: حج بالناس عتاب بن أسيد، ومهما يكن من أمر فإذا كان أمير الحج أو لم يكن، فقد شهد موسم الحج هذه السنة، وكان ذلك على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

وفي سنة اثنتي عشرة الهجرية، حج بالناس أبو بكر الصديق واستخلف على المدينة عثمان بن عفان، وقيل: حج بالناس عمر بن الخطاب أو عبد الرحمن بن عوف، فهو قد شهد الموسم أميرا أو مأمورا على كل حال.

ولما استخلف عمر بن الخطاب سنة ثلاث عشرة الهجرية، بعث تلك السنة على الحج عبد الرحمن بن عوف، فحج بالناس (٣).

وفي سنة أربع عشرة الهجرية حج عبد الرحمن بن عوف بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم (٤).

وأقام الحج سنة أربع عشرة الهجرية إلى سنة ثلاث وعشرين الهجرية عمر بن الخطاب (٥) في أيام خلافته، وكان يعتبر موسم الحج مؤتمرا إسلاميا عاما لمحاسبة الولاة والأمراء، والاتصال المباشر بالرعية القادمين من أقطار الإسلام البعيدة والقريبة.


(١) طبقات ابن سعد (٣/ ١٣٤)، وانظر أنساب الأشراف (١/ ٤٦٥ - ٤٦٦).
(٢) مغازي الواقدي (٣/ ١٠٧٧)
(٣) طبقات ابن سعد (٣/ ١٣٤) وتاريخ خليفة بن خياط (١/ ٨٨) و (١/ ٤٩).
(٤) تاريخ خليفة بن خياط (١/ ٩٨).
(٥) تاريخ خليفة بن خياط (١/ ٩٩)