للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فادرسوها ثم تعلموها» (١)

وهذا دعاء نبوي جليل، فإن من أفضل ما سئل الله -عز وجل- حبَّه، وحب من يحبه، وحب عمل يقرب إلى حبه وهي الطاعات (٢) وغاية الحب مع غاية الذل يمثلان تمام العبودية التي هي من خصائص الإلهية (٣) وإنه لا سعادة للقلب ولا لذة ولا نعيم ولا إصلاح إلا بأن يكون الله أحب مما سواه (٤)

وأما طلب قبول الطاعات: فقد كان من دعاء إبراهيم عليه السلام: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل الله قبول طاعاته وأعماله الصالحة، فكان صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: «اللهم إني أسألك .. عملاً متقبلاً» (٥) وفي هذا التجاء إلى الله أن يوفق الداعي إلى الأعمال الصالحة المتقبلة، وأن يوفقه للإخلاص فيها واتباع هدي


(١) أخرجه الترمذي في سننه، تفسير القرآن ٥/ ٣٦٨ رقم ٣٢٣٥، وقال: ((هذا حديث حسن صحيح)) وصححه الألباني.
(٢) ينظر: روضة المحبين، لابن القيم ١/ ٤١٧. ') ">
(٣) ينظر: الجواب الكافي، لابن القيم ١/ ٩٥، وينظر: ص ١، ٢٩. ') ">
(٤) ينظر: فيض القدير، للمناوي ٢/ ١٠٩. ') ">
(٥) أخرجه ابن ماجه في سننه، إقامة الصلاة، باب ما يقال بعد التسليم ١/ ٢٩٨ رقم ٩٢٥، وصححه الألباني.