للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال غرس النعمة محمد بن هلال بن المحسن له شعر كثير وأدب غزير، ويرمى بالإلحاد، وأشعاره دالة على ما يزن به، ولم يأكل لحما ولا بيضا ولا لبنا، بل يقتصر على النبات، ويحرم إيلام الحيوان، ويظهر الصوم دائما. قال: ونحن نذكر مما رمي به فمنه

قران المشتري زحلا يرجى

لإيقاظ النواظر من كراها

تقضى الناس جيلا بعد جيل

وخلفت النجوم كما تراها

تقدم صاحب التوراة موسى

وأوقع بالخسار من اقتراها

فقال رجاله: وحي أتاه

وقال الآخرون: بل افتراها

وما حجي إلى أحجار بيت

كئوس الخمر تشرب في ذراها

إذا رجع الحكيم إلى حجاه

تهاون بالمذاهب وازدراها

وله

صرف الزمان مفرق الإلفين

فاحكم إلهي بين ذاك وبيني

أنهيت عن قتل النفوس تعمدا

وبعثت أنت لقبضها ملكين

وزعمت أن لها معادا ثانيا

ما كان أغناها عن الحالين

وله

عقول تستخف بها سطور

ولا يدري الفتى لمن الثبور

كتاب محمد وكتاب موسى

وإنجيل ابن مريم والزبور

ومنه

هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت

ويهود حارت والمجوس مضلله

رجلان أهل الأرض: هذا عاقل

لا دين فيه ودين لا عقل له

ومنه

قلتم لنا خالق قديم

صدقتم هكذا نقول

زعمتموه بلا زمان

ولا مكان ألا فقولوا

هذا كلام له خبيء

معناه ليست لكم عقول

ومنه

دين وكفر وأنباء تقال وفر

قان ينص وتوراة وإنجيل

في كل جيل أباطيل يدان بها

فهل تفرد يوما بالهدى جيل

فأجبته:

نعم أبو القاسم الهادي وأمته

فزادك الله ذلا يا دجيجيل

ومنه لعن:

فلا تحسب مقال الرسل حقا

ولكن قول زور سطروه

وكان الناس في عيش رغيد

فجاءوا بالمحال فكدروه

ومنه

وإنما حمل التوراة قارئها

كسب الفوائد لا حب التلاوات