أنشدتنا فاطمة بنت علي كتابة، أخبرنا فرقد الكناني، سنة ثمان وستمائة، أنشدنا السلفي، سمعت أبا زكريا التبريزي يقول: لما قرأت على أبي العلاء بالمعرة قوله
تناقض ما لنا إلا السكوت له
وأن نعوذ بمولانا من النار
يد بخمس ميء من عسجد وديت
ما بالها قطعت في ربع دينار؟
سألته، فقال: هذا كقول الفقهاء: عبادة لا يعقل معناها.
قال كاتبه: لو أراد ذلك لقال: تعبد. ولما قال: تناقض. ولما أردفه ببيت آخر يعترض على ربه.
وبإسنادي قال السلفي: إن كان قاله معتقدا معناه، فالنار مأواه، وليس له في الإسلام نصيب. هذا إلى ما يحكى عنه في كتاب " الفصول والغايات " فقيل له: أين هذا من القرآن؟ فقال: لم تصقله المحاريب أربعمائة سنة.
وبه قال: وأخبرنا الخليل بن عبد الجبار بقزوين وكان ثقة: حدثنا أبو العلاء بالمعرة، حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين، حدثنا خيثمة، فذكر حديثا.
ثم قال السلفي: ومن عجيب رأي أبي العلاء تركه أكل ما لا ينبت حتى نسب إلى التبرهم، وأنه يرى رأي البراهمة في إثبات الصانع وإنكار الرسل، وتحريم إيذاء الحيوانات، حتى العقارب والحيات، وفي شعره ما يدل عليه، وإن كان لا يستقر به قرار، فأنشدني أبو المكارم الأسدي، أنشدنا أبو العلاء لنفسه
أقروا بالإله وأثبتوه
وقالوا: لا نبي ولا كتاب
ووطء بناتنا حل مباح
رويدكم فقد طال العتاب
تمادوا في الضلال فلم يتوبوا
ولو سمعوا صليل السيف تابوا
قال: وأنشدنا أبو تمام غالب بن عيسى بمكة، أنشدنا أبو العلاء المعري لنفسه أتتني من الإيمان ستون حجة وما أمسكت كفي بثني عنان ولا كان لي دار ولا ربع منزل وما مسني من ذاك روع جنان تذكرت أني هالك وابن هالك فهانت علي الأرض والثقلان