للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: فأما حاله في القراءة، فقيم بحرف عاصم، وقد خالفه حفص في أزيد من خمسمائة حرف، وحفص أيضا حجة في القراءة، لين في الحديث. وقد وقع لي حديث أبي بكر عاليا، فأنبأنا أحمد بن سلامة، والخضر بن عبد الله بن حمويه، وأحمد بن أبي عصرون، عن أبي الفرج بن كليب، أخبرنا علي بن بيان، أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا إسماعيل بن محمد، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فأحرمنا بالحج، فلما قدمنا مكة قال: اجعلوا حجكم عمرة، فقال الناس: يا رسول الله، فكيف نجعلها عمرة، وقد أحرمنا بالحج؟ قال: انظروا الذي آمركم به فافعلوا، فردوا عليه القول فغضب، ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان، فرأت الغضب في وجهه فقالت: من أغضبك أغضبه الله. قال: وما لي لا أغضب وأنا آمر بالأمر فلا أتبع هذا حديث صحيح من العوالي، يرويه عدة في وقتنا عن النجيب، وابن عبد الدائم بسماعهما من ابن كليب. أخرجه ابن ماجه عن الثقة عن أبي بكر.

قال عثمان بن أبي شيبة: أحضر هارون الرشيد أبا بكر بن عياش من الكوفة، فجاء ومعه وكيع، فدخل ووكيع يقوده، فأدناه الرشيد، وقال له: قد أدركت أيام بني أمية وأيامنا، فأينا خير؟ قال: أنتم أقوم بالصلاة، وأولئك كانوا أنفع للناس. قال: فأجازه الرشيد بستة آلاف دينار، وصرفه، وأجاز وكيعا بثلاثة آلاف. رواها محمد بن عثمان عن أبيه.

قال أبو داود: حدثنا حمزة بن سعيد المروزي، وكان ثقة، قال: سألت أبا بكر بن عياش. فقلت: قد بلغك ما كان من أمر ابن علية في القرآن. قال: ويلك، من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه.