وكان الإمام أبو بكر قد قطع الإقراء قبل موته بنحو من عشرين سنة، ثم كان يروي الحروف، فقيدها عنه يحيى بن آدم عالم الكوفة، واشتهرت قراءة عاصم من هذا الوجه وتلقتها الأمة بالقبول، وتلقاها أهل العراق. وأما الحديث، فيأتي أبو بكر فيه بغرائب، ومناكير.
قال محمد بن المثنى: ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي حديث أبى بكر بن عياش عن منصور، عن مجاهد، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر: لا تقطع الخمس إلا في خمس، وحديث مطرف عن الشعبي، أن عمر قال: لا يرث قاتل خطأ ولا عمدا. حدث بهما أبو بكر، فأيهما أنكر عندك؟ -وكان حديث مطرف عندي أنكر- فقال: حديث منصور، ثم قال عبد الرحمن: قد سمعتهما منه منذ أربعين سنة.
قال أحمد بن عبد الله بن يونس: حدثنا أبو بكر، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: أتى رجل أهله، فرأى ما بهم من الخصاصة، فخرج إلى البرية، فقالت امرأته: اللهم ارزقنا ما يعتجن، ويختبز، قال: فإذا الجفنة ملأى عجينا، وإذا الرحى تطحن، وإذا التنور ملأى جنوب شواء. فجاء زوجها، فقال: عندكم شيء؟ قالت: نعم رزق الله، فجاء فكنس ما حول الرحى، فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: لو تركها لدارت أو لطحنت إلى يوم القيامة فهذا حديث منكر.
قال أحمد بن حنبل: كان يحيى بن سعيد ينكر حديث أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: ذكر عند ابن مسعود امرأة، فقالوا: إنها تغتسل ثم تتوضأ. فقال: أما إنها لو كانت عندي لم تفعل ذلك. قال أحمد: نراه وهم أبو بكر، وإنما هذا يرويه الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة.