الوليد بن مسلم: حدثنا عبد الله بن العلاء، عن عطية بن قيس، عن أبي إدريس الخولاني: أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق، فقرءوا يوما على عمر: إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا، لفسد المسجد الحرام.
فقال عمر: من أقرأكم هذا؟ قالوا: أبي بن كعب. فدعا به، فلما أتى قال: اقرءوا. فقرءوا كذلك. فقال أبي: والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون، وأدنى ويحجبون، ويصنع بي ويصنع بي، ووالله لئن أحببت، لألزمن بيتي، فلا أحدث شيئا، ولا أقرئ أحدا حتى أموت. فقال عمر: اللهم غفرا! إنا لنعلم أن الله قد جعل عندك علما فعلم الناس ما علمت.
ابن عيينة: عن عمرو، عن بجالة أو غيره قال: مر عمر بن الخطاب بغلام يقرأ في المصحف النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم. فقال: يا غلام حكها. قال: هذا مصحف أبي. فذهب إليه فسأله فقال: إنه كان يلهيني القرآن، ويلهيك الصفق بالأسواق.
عوف: عن الحسن: حدثني عتي بن ضمرة قال: رأيت أهل المدينة يموجون في سككهم. فقلت: ما شأن هؤلاء؟ فقال بعضهم: ما أنت من أهل البلد؟ قلت: لا. قال: فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبي بن كعب.
أيوب: عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن أبي قال: إنا لنقرأه في ثمان ليال - يعني القرآن.
سلام بن مسكين: حدثنا عمران بن عبد الله، قال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب: مالك لا تستعملني؟ قال: أكره أن يدنس دينك.
الأعمش: عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال عمر: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا. فكنت في مؤخر الناس مع أبي بن كعب. فهاجت سحابة، فقال: اللهم اصرف عنا أذاها، قال: فلحقناهم وقد ابتلت رحالهم، فقال عمر: ما أصابكم الذي أصابنا، قلت: إن أبا المنذر قال: اللهم اصرف عنا أذاها، قال: فهلا دعوتم لنا معكم.