قال معمر: عامة علم ابن عباس من ثلاثة: عمر، وعلي، وأبي.
قال مسروق: سألت أبيا عن شيء، فقال: أكان بعد؟ قلت: لا. قال: فاحمنا حتى يكون، فإذا كان، اجتهدنا لك رأينا.
الجريري: عن أبي نضرة، قال: قال رجل منا يقال له: جابر أو جويبر، قال: أتيت عمر وقد أعطيت منطقا فأخذت في الدنيا، فصغرتها، فتركتها لا تسوى شيئا، وإلى جنبه رجل أبيض الرأس واللحية والثياب، فقال: كل قولك مقارب إلا وقوعك في الدنيا، هل تدري ما الدنيا؟ فيها بلاغنا - أو قال: زادنا - إلى الآخرة، وفيها أعمالنا التي نجزى بها. قلت: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا سيد المسلمين أبي بن كعب.
أصرم بن حوشب: عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: كان أبي صاحب عبادة، فلما احتاج الناس إليه، ترك العبادة وجلس للقوم.
عوف: عن الحسن، عن عتي بن ضمرة، قلت لأبي بن كعب: ما شأنكم يا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نأتيكم من الغربة نرجو عندكم الخير فتهاونون بنا؟ قال: والله لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولن قولا لا أبالي استحييتموني أو قتلتموني.
فلما كان يوم الجمعة، خرجت، فإذا أهل المدينة يموجون في سككها، فقلت: ما الخبر؟ قالوا: مات سيد المسلمين أبي بن كعب.
قد ذكرت أخبار أبي بن كعب في " طبقات القراء "، وأن ابن عباس وأبا العالية، وعبد الله بن السائب قرءوا عليه، وأن عبد الله بن عياش المخزومي قرأ عليه أيضا، وكان عمر يجل أبيا، ويتأدب معه، ويتحاكم إليه.
قال محمد بن عمر الواقدي: تدل أحاديث على وفاة أبي بن كعب في خلافة عمر. ورأيت أهله وغيرهم يقولون: مات في سنة اثنتين وعشرين بالمدينة، وأن عمر قال: اليوم مات سيد المسلمين.
قال: وقد سمعنا من يقول: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين قال: وهو أثبت الأقاويل عندنا، وذلك أن عثمان أمره أن يجمع القرآن.