فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وظهر بها، قلنا له: إن صاحبنا قد خرج إلى المدينة وهاجر وقتل الذي كنا حدثناك عنهم، وقد أردنا الرحيل إليه فزودنا، قال: نعم، فحملنا وزودنا وأعطانا، ثم قال: أخبر صاحبك بما صنعت إليكم، وهذا رسولي معك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله، فقل له يستغفر لي. قال جعفر: فخرجنا حتى أتينا المدينة: فتلقاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاعتنقني فقال: ما أدري أنا بفتح خيبر أفرح أو بقدوم جعفر. ثم جلس، فقام رسول النجاشي، فقال: هو ذا جعفر، فسله ما صنع به صاحبنا، فقلت: نعم، يعني ذكرته له، فقام رسول الله، فتوضأ، ثم دعا ثلاث مرات: اللهم اغفر للنجاشي. فقال المسلمون: آمين. فقلت للرسول: انطلق، فأخبر صاحبك ما رأيت.
ابن أبي عدي ومعاذ: عن ابن عون عن عمير بن إسحاق أن جعفرا قال: يا رسول الله، ائذن لي حتى أصير إلى أرض أعبد الله فيها، فأذن له، فأتى النجاشي.
فحدثنا عمرو بن العاص قال: لما رأيت جعفرا آمنا بها هو وأصحابه حسدته، فأتيت النجاشي، فقلت: إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أبدا ولا أحد من أصحابي. قال: اذهب إليه، فادعه. قلت: إنه لا يجيء معي، فأرسل معي رسولا. فأتيناه وهو بين ظهري أصحابه يحدثهم. قال له: أجب. فلما أتينا الباب ناديت: ائذن لعمرو بن العاص، ونادى جعفر: ائذن لحزب الله. فسمع صوته، فأذن له قبلي. الحديث.