وقال أبو نعيم في " تاريخ أصبهان ": ابن منده حافظ من أولاد المحدثين، اختلط في آخر عمره، فحدث عن ابن أسيد، وابن أخي أبي زرعة الرازي، وابن الجارود بعد أن سمع منه أن له عنهم إجازة، وتخبط في أماليه، ونسب إلى جماعة أقوالا في المعتقدات لم يعرفوا بها، نسأل الله الستر والصيانة.
قلت: لا نعبأ بقولك في خصمك للعداوة السائرة، كما لا نسمع -أيضا- قوله فيك، فلقد رأيت لابن منده حطا مقذعا على أبي نعيم وتبديعا، وما لا أحب ذكره، وكل منهما فصدوق في نفسه، غير متهم في نقله بحمد الله.
قال أحمد الباطرقاني: كتب إمام دهره أبو أحمد العسال إلى ابن منده وهو بنيسابور في حديث أشكل عليه، فأجابه بإيضاحه، وبيان علته.
ونقل غير واحد عن أبي إسحاق بن حمزة أنه قال: ما رأيت مثل أبي عبد الله بن منده.
أنبأني علي بن أحمد وطائفة، عن زاهر بن أحمد: أخبرنا الحسين بن عبد الملك قال: كتب إلي عبد الرحمن بن أبي عبد الله: أن والده كتب عن أربعة مشايخ أربعة آلاف جزء، وهم: أبو سعيد بن الأعرابي، وأبو العباس الأصم، وخيثمة الأطرابلسي، والهيثم الشاشي، قال: وسمعت أبي يقول: كتبت عن ألف وسبعمائة نفس.
قال جعفر بن محمد المستغفري: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي عبد الله بن منده، سألته يوما: كم تكون سماعات الشيخ؟ فقال: تكون خمسة آلاف من.
قلت: يكون المن نحوا من مجلدين أو مجلدا كبيرا.
وقال أحمد بن جعفر الحافظ: كتبت عن أزيد من ألف شيخ، ما فيهم أحفظ من ابن منده.
وقال شيخ هراة أبو إسماعيل الأنصاري أبو عبد الله بن منده سيد أهل زمانه.