قال وكيع: جاءوا إلى الأعمش يوما، فخرج، وقال: لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم.
قيل: إن أبا داود الحائك سأل الأعمش: ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك؟ فقال: لا بأس بها على غير وضوء. قال: وما تقول في شهادته؟ قال: يقبل مع عدلين.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: الأعمش ثقة ثبت. كان محدث الكوفة في زمانه. يقال: إنه ظهر له أربعة آلاف حديث، ولم يكن له كتاب. قال: وكان يقرئ القرآن وهو رأس فيه. وكان فصيحا. وكان أبوه من سبي الديلم، وكان عسرا سيئ الخلق، وكان لا يلحن حرفا، وكان عالما بالفرائض. وكان فيه تشيع. ولم يختم عليه سوى ثلاثة: طلحة بن مصرف وكان أسن منه وأفضل وأبان بن تغلب، وأبو عبيدة بن معن.
قلت: مراد العجلي أنهم ختموا عليه تلقينا، وإلا فقد ختم عليه حمزة وغيره عرضا.
قال عيسى بن يونس: لم نر نحن مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء عند أحد أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته.
قلت: كان عزيز النفس، قنوعا، وله رزق على بيت المال، في الشهر خمسة دنانير قررت له في أواخر عمره.
وكان والد وكيع وهو الجراح بن مليح على بيت المال، فلما أتاه وكيع ليأخذ قال له: ائتني من أبيك بعطائي حتى أحدثك بخمسة أحاديث.
روى علي بن عثام بن علي، عن أبيه قال: قيل للأعمش: ألا تموت فنحدث عنك؟ فقال: كم من حب أصبهاني قد انكسر على رأسه كيزان كثيرة. وورد أن الأعمش قرأ القرآن على زيد بن وهب، وزر بن حبيش، وإبراهيم النخعي. وأنه عرض على أبي عالية الرياحي، وعلى مجاهد، وعاصم بن بهدلة، وأبي حصين. وله قراءة شاذة ليس طريقها بالمشهور.