للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قصاص، وهو قول الشافعي.

حدثنا بذلك عنه الربيع.

وقال آخرون: المحارب هو قاطع الطريق، فأما المكابر في الأمصار فليس بالمحارب الذي له حكم المحاربين، وممن قال ذلك أبو حنيفة وأصحابه.

حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال ثنا بشر بن المفضل عن داود بن أبي هند، قال: تذاكرنا المحارب ونحن عند ابن هبيرة في ناس من أهل البصرة، فاجتمع رأيهم أن المحارب ما كان خارجا من المصر.

وقال مجاهد بما حدثني القاسم قال: ثنا المحسين قال: ثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في قوله: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} (١) قال: الزنا والسرقة وقتل الناس وإهلاك الحرث والنسل (٢).

حدثنا ابن حميد قال: ثنا حكام (٣) عن عنبسة عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة عن مجاهد: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} (٤) قال: الفساد: القتل والزنا والسرقة.

* وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال: المحارب لله ورسوله من حارب في ساملة المسلمين وذمتهم، والمغير عليهم في أمصارهم وقراهم حرابة.

وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال بالصواب؛ لأنه لا خلاف بين الحجة أن من نصب حربا للمسلمين على الظلم منه لهم أنه لهم محارب، ولا خلاف فيه، فالذي وصفنا صفته، لا شك فيه أنه لهم مناصب حربا ظلما. وإذا كان ذلك كذلك فسواء كان نصبه الحرب لهم في مصرهم وقراهم، أو في سبلهم وطرقهم في أنه لله ولرسوله محارب بحربه من نهاه الله ورسوله عن حربه.


(١) سورة المائدة الآية ٣٣
(٢) إذا أريد ذلك مع المغالبة فصحيح، وإلا فلا
(٣) هو ابن سنم الرازي قال ابن حجر في التقريب ثقة له غرائب
(٤) سورة المائدة الآية ٣٣