للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: رأيت القاسم بن محمد يصلي، فجاء أعرابي فقال: أيما أعلم أنت أم سالم؟ فقال: سبحان الله، كل سيخبرك بما علم، فقال: أيكما أعلم؟ قال: سبحان الله، فأعاد، فقال: ذاك سالم، انطلق، فسله، فقال عنه. قال ابن إسحاق: كره أن يقول: أنا أعلم، فيكون تزكية، وكره أن يقول: سالم أعلم مني فيكذب. وكان القاسم أعلمهما.

قال ابن وهب: ذكر مالك القاسم بن محمد فقال: كان من فقهاء هذه الأمة، ثم حدثني مالك أن ابن سيرين كان قد ثقل وتخلف عن الحج، فكان يأمر من يحج أن ينظر إلى هدي القاسم ولبوسه وناحيته، فيبلغونه ذلك، فيقتدي بالقاسم.

قال مصعب الزبيري: القاسم من خيار التابعين. وقال العجلي: كان من خيار التابعين وفقهائهم، وقال: مدني تابعي ثقة، نزه، رجل صالح.

قال يحيى بن سعيد: سمعت القاسم بن محمد يقول: لأن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعرف حق الله عليه خير له من أن يقول ما لا يعلم.

وقال هشام بن عمار، عن مالك: قال: أتى القاسم أمير من أمراء المدينة، فسأله عن شيء، فقال: إن من إكرام المرء نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه.

وعن أبي الزناد قال: ما كان القاسم يجيب إلا في الشيء الظاهر. ابن وهب، عن مالك أن عمر بن عبد العزيز قال: لو كان إلي من هذا الأمر شيء ما عصبته إلا بالقاسم بن محمد.

قال مالك: وكان يزيد بن عبد الملك قد ولي العهد قبل ذلك، قال: وكان القاسم قليل الحديث، قليل الفتيا، وكان يكون بينه وبين الرجل المداراة في الشيء، فيقول له القاسم: هذا الذي تريد أن تخاصمني فيه هو لك، فإن كان حقا، فهو لك، فخذه، ولا تحمدني فيه، وإن كان لي، فأنت منه في حل، وهو لك.

وروى محمد بن عبد الله البكري، عن أبيه: قال القاسم بن محمد: قد جعل الله في الصديق البار المقبل عوضا من ذي الرحم العاق المدبر.