قال: وبعثت قريش عام الحديبية عروة بن مسعود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليكلمه، فأتاه، فكلمه، وجعل يمس لحيته، وأنا قائم على رأس رسول الله مقنع في الحديد، فقال المغيرة لعروة: كف يدك قبل أن لا تصل إليك، فقال: من ذا يا محمد؟ ما أفظه وأغلظه، قال: ابن أخيك، فقال: يا غدر، والله ما غسلت عني سوءتك إلا بالأمس.
ابن إسحاق، عن عامر بن وهب، قال: خرج المغيرة في ستة من بني مالك إلى مصر تجارا، حتى إذا كانوا ببزاق عدا عليهم، فذبحهم، واستاق العير، وأسلم.
هشيم: حدثنا مجالد عن الشعبي عن المغيرة، قال: أنا آخر الناس عهدا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دفن خرج علي بن أبي طالب من القبر، فألقيت خاتمي، فقلت: يا أبا الحسن، خاتمي! قال: انزل فخذه، قال: فمسحت يدي على الكفن، ثم خرجت.
ورواه محاضر عن عاصم الأحول، عن الشعبي. قال الواقدي: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده: قال علي لما ألقى المغيرة خاتمه: لا يتحدث الناس أنك نزلت في قبر نبي الله، ولا يتحدثون أن خاتمك في قبره، ونزل علي، فناوله إياه. حسين بن حفص، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه ; أن عمر استعمل المغيرة بن شعبة على البحرين، فكرهوه، فعزله عمر، فخافوا أن يرده. فقال دهقانهم إن فعلتم ما آمركم لم يرده علينا. قالوا: مرنا. قال: تجمعون مائة ألف حتى أذهب بها إلى عمر، فأقول: إن المغيرة اختان هذا، فدفعه إلي. قال: فجمعوا له مائة ألف، وأتى عمر، فقال ذلك. فدعا المغيرة، فسأله، قال: كذب أصلحك الله، إنما كانت مائتي ألف، قال: فما حملك على هذا؟ قال: العيال والحاجة. فقال عمر للعلج: ما تقول؟ قال: لا والله لأصدقنك ما دفع إلي قليلا ولا كثيرا. فقال عمر للمغيرة: ما أردت إلى هذا؟ قال: الخبيث كذب علي، فأحببت أن أخزيه.