فحاصل الأمر أن لبقية عن الثقات أيضا ما ينكر، وما لا يتابع عليه.
مهنا بن يحيى: حدثنا بقية، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أبي هريرة مرفوعا: يحشر الحكارون، وقتلة الأنفس إلى جهنم في درجة واحدة. تفرد به مهنا، وهو صدوق. وفي سنده انقطاع.
بقية بن الوليد: قال شريك، عن كليب بن وائل، عن ابن عمر، مرفوعا: لا تساكنوا الأنباط في بلادهم، ولا تناكحوا الخوز، فإن لهم أصولا تدعوهم إلى غير الوفاء وهذا منكر جدا، قد أسقط بقية من حدثه به عن شريك.
قال العقيلي: حدثنا محمد بن سعيد، حدثنا عبد الرحمن بن الحكم، عن وكيع قال: ما سمعت أحدا أجرأ على أن يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بقية.
قال عبد الحق في " الأحكام " له في مواضع: بقية لا يحتج به. وروى أيضا له أحاديث ساكتا عن تليينها.
قال الحافظ أبو الحسن بن القطان: بقية يدلس عن الضعفاء، ويستبيح ذلك، وهذا إن صح مفسد لعدالته.
قلت: نعم، تيقنا أنه كان يفعله، وكذلك رفيقه الوليد بن مسلم، وغير واحد، ولكنهم ما يظن بهم أنهم اتهموا من حدثهم بالوضع لذلك، فالله أعلم.
أخبرنا عبد الخالق بن عبد السلام ببعلبك، أخبرنا أبو محمد بن قدامة الفقيه، أخبرنا طاهر بن محمد، أخبرنا عبدوس بن عبد الله الهمداني، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الطوسي، حدثنا محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية، حدثنا صفوان بن عمرو، حدثني أزهر بن عبد الله، سمعت عبد الله بن بسر صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: كنا نسمع أنه يقال: إذا اجتمع عشرون رجلا أو أكثر، أو أقل، فلم يكن فيهم من يهاب في الله، فقد حضر الأمر.
كثير بن عبيد: حدثنا بقية، حدثنا شعبة، حدثني عاصم الأحول، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان مرفوعا: من تكفل لي أن لا يسأل امرءا شيئا، أتكفل له بالجنة. غريب جدا.