ويروى بإسناد ساقط أن عمر خرج في جنازة خالد بالمدينة وإذا أمه تندبه وتقول:
أنت خير من ألف ألف من القوم
إذا ما كبت وجوه الرجال
فقال عمر: صدقت إن كان لكذلك.
الواقدي: حدثنا عمرو بن عبد الله بن عنبسة، سمعت محمد بن عبد الله الديباج يقول: لم يزل خالد مع أبي عبيدة حتى توفي أبو عبيدة، واستخلف عياض بن غنم. فلم يزل خالد مع عياض حتى مات، فانعزل خالد إلى حمص، فكان ثم، وحبس خيلا وسلاحا، فلم يزل مرابطا بحمص حتى نزل به، فعاده أبو الدرداء، فذكر له أن خيله التي حبست بالثغر تعلف من مالي، وداري بالمدينة صدقة، وقد كنت أشهدت عليها عمر. والله يا أبا الدرداء لئن مات عمر، لترين أمورا تنكرها.
وروى إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه موسى قال: خرجت مع أبي طلحة إلى مكة مع عمر، فبينا نحن نحط عن رواحلنا إذ أتى الخبر بوفاة خالد، فصاح عمر: يا أبا محمد، يا طلحة هلك أبو سليمان، هلك خالد بن الوليد. فقال طلحة:
لا أعرفنك بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما زودتني زادا
وعن أبي الزناد: أن خالد بن الوليد لما احتضر بكى وقال: لقيت كذا وكذا زحفا، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء.
قال مصعب بن عبد الله: لم يزل خالد بالشام حتى عزله عمر. وهلك بالشام، وولي عمر وصيته.
وقال ابن أبي الزناد: مات بحمص سنة إحدى وعشرين وكان قدم قبل ذلك معتمرا ورجع.