قال نافع: كان سالم يركب في عهد ابن عمر بالقطيفة الأرجوان.
قال ابن سعد أخبرت عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن ابن المسيب، قال: أشبه ولد ابن عمر به سالم.
وقيل: كان سالم يركب حمارا عتيقا زريا، فعمد أولاده فقطعوا ذنبه حتى لا يعود يركبه سالم، فركب وهو أقطش الذنب، فعمدوا فقطعوا أذنه، فركبه ولم يغيره ذلك، ثم جدعوا أذنه الأخرى ; وهو مع ذلك يركبه تواضعا واطراحا للتكلف.
الأصمعي، عن أشعب، قال: دخلت على سالم بن عبد الله فقال: حمل إلينا هريسة وأنا صائم، فاقعد كل. قال: فأمعنت، فقال: ارفق فما بقي يحمل معك. قال: فرجعت، فقالت المرأة: يا مشئوم بعث عبد الله بن عمرو بن عثمان يطلبك، وقلت: إنك مريض! قال: أحسنت، فدخل حماما وتمرج بدهن وصفرة، قال: وعصبت رأسي، وأخذت قصبة أتوكأ عليها وأتيته، فقال: أشعب؟ قلت: نعم، جعلت فداك، ما قمت منذ شهرين. قال: وعنده سالم ولم أشعر، فقال: ويحك يا أشعب، وغضب وخرج، فقال عبد الله: ما غضب خالي سالم إلا من شيء، فاعترفت له، فضحك هو وجلساؤه. ووهب لي، فخرجت فإذا أشعب قد لقي سالما فقال: ويحك، ألم تأكل عندي الهريسة؟ قلت: بلى، فقال: والله لقد شككتني.
وحكى الأصمعي، أن أشعب مر في طريق، فعبث به الصبيان، فقال: ويحكم، سالم يقسم جوزا أو تمرا، فمروا يعدون، فغدا أشعب معهم، وقال: ما يدريني لعله حق.
مات سالم في سنة ست ومائة. قاله ابن شوذب، وعطاف بن خالد، وضمرة، وأبو نعيم، وعدة. زاد بعضهم: في ذي القعدة، وقال بعضهم: في ذي الحجة. فصلى عليه هشام بن عبد الملك بعد انصرافه من الحج.
وقال خليفة، وأبو أمية بن يعلى: سنة سبع ومائة.
وقال الهيثم بن عدي، وأبو عمر الضرير: سنة ثمان. والأول أصح.