للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرأيته قد كره هذا أن جعلت قومه أثمان العباء فقلت:

يا هاشم الخير إن الله فضلكم ... على البرية فضلا ما له غير

إني تفرست فيك الخير أعرفه ... فراسة خالفتهم في الذي نظروا

ولو سألت إن استنصرت بعضهم

... في حل أمرك ما آووا ولا نصروا

فثبت الله ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا

فأقبل - صلى الله عليه وسلم - بوجهه مستبشرا وقال: " وإياك فثبت الله "

وقال ابن سيرين: كان حسان وكعب يعارضان المشركين بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر، وكان ابن رواحة يعيرهم بالكفر، وينسبهم إليه، فلما أسلموا وفقهوا، كان أشد عليهم.

ثابت: عن أنس قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة في عمرة القضاء، وابن رواحة بين يديه يقول:

خلوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله

ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله

فقال عمر: يا ابن رواحة، في حرم الله وبين يدي رسول الله تقول الشعر؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " خل يا عمر ; فهو أسرع فيهم من نضح النبل " وفي لفظ: " فوالذي نفسي بيده، لكلامه عليهم أشد من وقع النبل ".

ورواه معمر، عن الزهري، عن أنس.

قال الترمذي

وجاء في غير هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وكعب يقول ذلك.

قال: وهذا أصح عند بعض أهل العلم ; لأن ابن رواحة قتل يوم مؤتة، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك.

قلت: كلا، بل مؤتة بعدها بستة أشهر جزما.

قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد بن حنبل: فحديث أنس: دخل النبي - عليه السلام - مكة وابن رواحة آخذ بغرزه. فقال: ليس له أصل.

وعن قيس بن أبي حازم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لابن رواحة: " انزل فحرك الركاب ". قال: يا رسول الله، لقد تركت قولي. فقال له عمر: اسمع وأطع. فنزل وقال: