يحيى بن سليم: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، قال: كنت عند أبي فجاء ولده يعقوب، فقال: يا أبتاه، إن لنا أصحابا يزعمون أن إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد. فقال: يا بني، ما هؤلاء بأصحابي، لا يجعل الله من هو منغمس في الخطايا كمن لا ذنب له.
وبإسناد حسن، عن مجاهد، قال: كنت في جنازة رجل، فسمعت رجلا يقول لامرأة الميت: لا تسبقيني بنفسك. قالت: قد سبقت.
قلت: ولمجاهد أقوال وغرائب في العلم والتفسير تستنكر. وبلغنا أنه ذهب إلى بابل، وطلب من متوليها أن يوقفه على هاروت وماروت. قال: فبعث معي يهوديا، حتى أتينا تنورا في الأرض، فكشف لنا عنهما، فإذا بهما معلقان منكسان، فقلت: آمنت بالذي خلقكما. فاضطربا، فغشي علي وعلى اليهودي، ثم أفقنا بعد حين، فلامني اليهودي، وقال: كدت أن تهلكنا.
قال أبو عمر الضرير: مات مجاهد سنة مائة.
قلت: هذا قول شاذ ; فإن مجاهدا رأى عمر بن عبد العزيز يموت.
وقال أبو نعيم: مات مجاهد وهو ساجد سنة ثنتين ومائة. وكذا أرخه الهيثم بن عدي، والمدائني، وجماعة.
وقال حماد الخياط، وأبو عبيد، وجماعة: مات سنة ثلاث ومائة.
وقال ابن المديني وغيره: سنة أربع ومائة. وجاء عن ابن المديني: سنة ثمان ومائة. رواه عنه ابنه عبد الله. وعنه سنة سبع ومائة.
وروى محمد بن عمر الواقدي، عن ابن جريج، قال: بلغ مجاهد ثلاثا وثمانين سنة وقال يحيى القطان وغيره: مات سنة أربع ومائة.