للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النضر بن شميل، عن ابن عون قال: ثلاثة لم تر عيناي مثلهم: ابن سيرين بالعراق، والقاسم بن محمد بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، كأنهم التقوا فتواصوا.

وقد وقف على ابن سيرين دين كثير من أجل زيت كثير أراقه؛ لكونه وجد في بعض الظروف فأرة.

حماد بن سلمة، عن ثابت، قال لي محمد: يا أبا محمد، لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بي البلاء حتى قمت على المصطبة. فقيل: هذا ابن سيرين، أكل أموال الناس، وكان عليه دين كثير.

وقال أبو عوانة: رأيت محمد بن سيرين في السوق، فما رآه أحد إلا ذكر الله.

محمد بن عمر الباهلي: سمعت سفيان يقول: لم يكن كوفي ولا بصري له مثل ورع محمد بن سيرين.

وعن زهير الأقطع: كان محمد بن سيرين إذا ذكر الموت، مات كل عضو منه على حدة. .

وقال ابن عون: كان محمد يرى أن أهل الأهواء أسرع الناس ردة، وأن هذه نزلت فيهم: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره.

وما رأيت أحدا أسخى نفسا من ابن عون.

مسلم بن إبراهيم، عن قرة، قال: أكلت عند ابن سيرين فقال: إن الطعام أهون من أن يقسم عليه.

وعن ثابت البناني، قال: كان الحسن متواريا من الحجاج، فماتت بنت له، فبادرت إليه رجاء أن يقول لي صل عليها، فبكى حتى ارتفع نحيبه، ثم قال لي: اذهب إلى محمد بن سيرين، فقل له ليصل عليها. فعرف حين جاء الحقائق أنه لا يعدل بابن سيرين أحدا.

الأنصاري: حدثنا ابن عون، قال: كان إبراهيم بن الحسن، والشعبي يأتون بالحديث على المعاني، وكان القاسم وابن سيرين ورجاء بن حيوة، يقيدون الحديث على حروفه.

خارجة بن مصعب، عن ابن عون، عن محمد، قال: ما رأيت سود الرءوس أفقه من أهل الكوفة إلا أن فيهم حدة.