الأعمش: عن أبي الضحى قال: غاب مسروق عاملا على السلسلة سنتين، ثم قدم، فنظر أهله في خرجه فأصابوا فأسا، فقالوا: غبت ثم جئتنا بفأس بلا عود، قال: إنا لله، استعرناها، نسينا نردها.
قال سعيد بن جبير، قال لي مسروق: ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب، وما آسى على شيء إلا السجود لله تعالى.
وقال الكلبي: شلت يد مسروق يوم القادسية، وأصابته آمة.
قال وكيع: تخلف عن علي مسروق، والأسود، والربيع بن خثيم وأبو عبد الرحمن السلمي. ويقال: شهد صفين، فوعظ وخوف ولم يقاتل، وقيل: شهد قتال الحرورية مع علي، واستغفر الله من تأخره عن علي. وقيل: إن قبره بالسلسلة بواسط.
قال أحمد بن حنبل، قال ابن عيينة: بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد.
وقال يحيى بن معين: مسروق ثقة، لا يسأل عن مثله. وسأل عثمان بن سعيد يحيى عن مسروق وعروة في عائشة، فلم يخير.
وقال علي بن المديني: ما أقدم على مسروق أحدا من أصحاب عبد الله صلى خلف أبي بكر ولقي عمر وعليا، ولم يرو عن عثمان شيئا.
وقال العجلي: تابعي ثقة، كان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون. وكان يصلي حتى ترم قدماه.
وقال ابن سعد كان ثقة له أحاديث صالحة.
روى سعيد بن عثمان التنوخي الحمصي، حدثنا علي بن الحسن السامي، حدثنا الثوري عن فطر بن خليفة، عن الشعبي، قال: غشي على مسروق في يوم صائف، وكانت عائشة قد تبنته، فسمى بنته عائشة، وكان لا يعصي ابنته شيئا. قال: فنزلت إليه فقالت: يا أبتاه أفطر واشرب. قال: ما أردت بي يا بنية؟ قالت: الرفق، قال: يا بنية إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
قال أبو نعيم: مات سنة اثنتين وستين. وقال يحيى بن بكير وابن سعد وابن نمير: مات سنة ثلاث وستين.