أبو أسامة: عن داود بن يزيد، عن المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم، عن معاذ: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، فلما سرت أرسل في إثري فرددت، فقال: أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبن شيئا بغير علم ; فإنه غلول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة لقد أذعرت، فامض لعملك رواه الروياني في " مسنده ".
شعبة: عن محمد بن عبيد الله، عن الحارث بن عمرو الثقفي قال: أخبرنا أصحابنا، عن معاذ قال: لما بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، قال لي: كيف تقضي إن عرض قضاء؟ قال: قلت: أقضي بما في كتاب الله، فإن لم يكن، فبما قضى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فإن لم يكن فيما قضى به الرسول؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب صدري، وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما يرضي رسول الله.
أبو اليمان: حدثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السكوني أن معاذ بن جبل لما بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن خرج يوصيه، ومعاذ راكب، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي تحت راحلته، فلما فرغ، قال: يا معاذ، إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي وقبري. فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله، قال: لا تبك يا معاذ، أو إن البكاء من الشيطان.
قال سيف بن عمر: حدثنا سهل بن يوسف، عن أبيه عن عبيد بن صخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين ودعه معاذ، قال: حفظك الله من بين يديك ومن خلفك، ودرأ عنك شر الإنس والجن. فسار فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يبعث له رتوة فوق العلماء.