وقال سيف: حدثنا جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي بردة، عن أبي موسى بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - خامس خمسة على أصناف اليمن: أنا، ومعاذ، وخالد بن سعيد، وطاهر بن أبي هالة، وعكاشة بن ثور، وأمرنا أن نيسر ولا نعسر.
شعبة: عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه ومعاذا إلى اليمن قال لهما: يسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تنفرا. فقال له أبو موسى: إن لنا بأرضنا شرابا، يصنع من العسل يقال له: البتع، ومن الشعير يقال له: المزر، قال: كل مسكر حرام. فقال لي معاذ: كيف تقرأ القرآن؟ قلت: أقرأه في صلاتي، وعلى راحلتي، وقائما وقاعدا، أتفوقه تفوقا، يعني شيئا بعد شيء، قال: فقال معاذ: لكني أنام ثم أقوم، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، قال: وكأن معاذا فضل عليه.
سيف: حدثنا جابر الجعفي، عن أم جهيش خالته قالت: بينا نحن بدثينة بين الجند وعدن، إذ قيل: هذا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوافينا القرية، فإذا رجل متوكئ على رمحه، متقلد السيف، متعلق حجفة، متنكب قوسا وجعبة، فتكلم، وقال: إني رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم: اتقوا الله واعملوا فإنما هي الجنة والنار، خلود فلا موت، وإقامة فلا ظعن، كل امرئ عمل به عامل فعليه ولا له، إلا ما ابتغى به وجه الله، وكل صاحب استصحبه أحد خاذله وخائنه إلا العمل الصالح، انظروا لأنفسكم واصبروا لها بكل شيء فإذا رجل موفر الرأس، أدعج، أبيض، براق، وضاح.
قال الواقدي: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعامله على الجند معاذ.
وروى سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل معاذ بن جبل وروى نحوه ابن عيينة عن ابن المنكدر مرسلا.