للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا ذا خولان، إني قد أدركت صدر الإسلام، فوالله ما كانت الخوارج جماعة قط إلا فرقها الله على شر حالاتهم، وما أظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه، ولو مكن الله لهم من رأيهم لفسدت الأرض، وقطعت السبل والحج، ولعاد أمر الإسلام جاهلية، وإذا لقام جماعة، كل منهم يدعو إلى نفسه الخلافة، مع كل واحد منهم أكثر من عشرة آلاف، يقاتل بعضهم بعضا ويشهد بعضهم على بعض بالكفر، حتى يصبح المؤمن خائفا على نفسه ودينه ودمه وأهله وماله، لا يدري مع من يكون، قال تعالى: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض.

وقال: إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فلو كانوا مؤمنين لنصروا.

وقال: وإن جندنا لهم الغالبون ألا يسعك يا ذا خولان من أهل القبلة ما وسع نوحا من عبدة الأصنام، إذ قال له قومه: أنؤمن لك واتبعك الأرذلون.

إلى أن قال: فقال ذو خولان: فما تأمرني؟ قال: انظر زكاتك فأدها إلى من ولاه الله أمر هذه الأمة، وجمعهم عليه ; فإن الملك من الله وحده وبيده، يؤتيه من يشاء، فإذا أديتها إلى والي الأمر برئت منها، وإن كان فضل فصل به أرحامك ومواليك وجيرانك والضيف. فقال: اشهد أني نزلت عن رأي الحرورية.

وفي " العقل " لابن المحبر ذكر صفات حميدة للعاقل نحوا من ستين سطرا فيها مائة خصلة.

وعن وهب قال: احتمال الذل خير من انتصار يزيد صاحبه قمأة.

وقد امتحن وهب وحبس وضرب، فروى حبان بن زهير العدوي، قال: حدثني أبو الصيداء صالح بن طريف، قال: لما قدم يوسف بن عمر العراق بكيت وقلت: هذا الذي ضرب وهب بن منبه حتى قتله.