المجر الشيوعية. أجريت في المجر انتخابات عام ١٩٤٥م، وفي العام التالي، أعلنت المجر جمهورية، وشكلت حكومة ائتلافية، نفذت الكثير من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، ومن ضمنها توزيع الأراضي على الفلاحين. تكونت الحكومة الائتلافية من حزب صغار الملاك، وحزب الديمقراطية الاجتماعية، والحزب الشيوعي، وحزب الفلاحين الوطني. وبسبب وجود الجيش السوفييتي، حصل الحزب الشيوعي على السلطة في المجر عام ١٩٤٧م، ووضعوا دستورا مشابها لدستور الاتحاد السوفييتي.
حكم ماثياس راكوسي زعيم الحزب الشيوعي المجر، وكان مستبدا. وفي أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، أدت سياسته إلى تدمير الاقتصاد، فحدث استياء شعبي كبير، وخاصة لدى الكتاب والشباب، وآخرين ممن اهتموا بحقوق الإنسان، وحرية التعبير. وفي أكتوبر ١٩٥٦م، ثار الغاضبون على الحكومة في شوارع بودابست، وانتشرت الثورة في جميع أنحاء المجر، فدخلت القوات السوفييتية المجر، وقضت على الثورة في نوفمبر. وقتل وسجن عدد كبير من السكان، وهاجر من البلاد نحو ٢٠٠,٠٠٠ نسمة.
وبعد ثورة ١٩٥٦م قوّى الاتحاد السوفييتي سلطته في المجر. وحكم يانوس كادار، وهو الزعيم الجديد للحزب الشيوعي، من ١٩٥٦ - ١٩٥٨م. وحاولت حكومة كادار كسب تأييد الشعب؛ فخفّفت القيود المفروضة على الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وعام ١٩٦٨م، تبنّت نظاما اقتصاديا، جديدا حيث أدخل نظام السوق الحرة في البلاد.
التطورات الأخيرة: تحسّن مستوى الحياة في المجر، خلال النظام الاقتصادي الجديد، ثم بدأت الأحوال تسوء بسبب رفض كادار تنفيذ إصلاحات أكثر، مما أدى إلى تغييره بزعيم جديد، وهو كارولي جروز عام ١٩٨٨م، وظهرت أحزاب سياسية جديدة، ومنها بعض الأحزاب التي قضى عليها الشيوعيون في الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي.