وفي أزمان ما قبل الشيوعية، لم يكن في العالم أماكن واقعة تحت السيطرة الكاملة للزعماء الدينيين مثلما كانت عليه التيبت. كان الرهبان البوذيون يتولون زمام الحكم، ويمتلكون معظم الأرض، فصار حوالي ٢٠% من رجال التيبت رهبانا. كان تدريب الراهب يستغرق ١٦ سنة لكن الرهبان كانوا يتقلدون أرقى المناصب. وكان بعضهم يدرسون ليكونوا فنانين، وكان آخرون يتعلمون أداء المراسم الدينية، وآخرون يتدربون لشغل وظائف حكومية هامة، أو للحياة في أحد الأديرة.
كان الرهبان يشكلون أكبر فئة من الطبقة العليا بالتيبت، بينما كانت طائفة صغيرة من النبلاء تكوّن باقي هذه الطبقة. وكان المرء لا يستطيع أن يصبح نبيلا ما لم يكن يمت إلى الطبقة الحاملة للقب الدالاي لاما، أو إذا منحته الحكومة هذا اللقب، أو إذا كان وارثا له.
كان المزارعون والرعاة الرحّل يكونون الطبقة الدنيا. يفلح المزارعون الأرض، ويعنى معظم الرعاة بقطعان رهبان الطبقة العليا ونبلائها. وكان المزارعون يعيشون في أكواخ مبنية من قوالب طوب مجففة أو من الحجر، أو الطين. وكان الشعير محصولهم وغذاءهم. وكان الرعاة يعيشون في خيام من شعر حيوان الياك، وهو يشبه الثور. كما كان الياك يمد الرعاة وأهلهم بالزبد، والجبن، واللحم.
انتقص الشيوعيون من سلطة الرهبان والنبلاء وخفضوا ثرواتهم، وفتتوا ضياعا كبيرة، واستولوا على الأرض ووزعوها على الشعب، بالإضافة إلى التهوين من شأن الدين. وبعد ثورة فاشلة قامت بالتيبت ضد الشيوعيين، هرب الدالاي لاما إلى الهند. ولم يتغير عمل المزارعين والرعاة كثيرا منذ استيلاء الشيوعيين على السلطة، فهم يقومون بالعمل نفسه كسابق عهدهم، ولكنهم يعطون الحكومة حصة من إنتاجهم أكبر مما كانوا يعطونه لملاّك الأرض.