للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألفه سعيد بن عبد الله الخوري الشرتوني (١٨٤٩ - ١٩١٢). وعنوانه يشير إلى ما قصد إليه مؤلفه من التيسير ودقة التنظيم. فقسم معجمه إلى قسمين: استقل الأول منهما بالمفردات، والثاني بالمصطلحات العلمية والكلم المولد والإعلام وأردفهما بذيل لما استدركه على نفسه وعلى غيره.

وقد أصدر القسم الأول والذيل وأرجأ القسم الثاني غير أن الموت لم يهمله لإصداره، وكان قد عول في القسم الأول من معجمه على مواد القاموس للفيروزآبادي بعد أن غير ترتيبها بحسب ترتيب الأساس. وقام بمثل ما قام به البستاني في محيطه من حذف وإضافة وصياغة غير أنه خالف البستاني أيضا فحذف كثيرا من الألفاظ العامية والمسيحية وأسماء الكتب، واستعمل الرموز مشيرا بها إلى أبواب الأفعال والتزم نظاما صارما لتقديم الأفعال على الأسماء، وراعى ترتيبا معينا في تناول الأفعال ذاتها. فمعجمه أكثر انتظاما من محيط البستاني تيسيرا للبحث مع كونه أغزر منه مادة. وقد لا نجانب الصواب إذا ما قلنا إنه أشمل المعاجم التي أصدرها اللبنانيون للمفردات.

هـ- المنجد: للأب لويس المعلوف أخرجه سنة ١٩٠٨م اختصر فيه محيط المحيط للبستاني وسار على نظامه، ورجع إلى التاج كثيرا في تفسير مواده. واستعان بالرموز على غرار المعاجم الأجنبية فرمز للصيغ وتكرار اللفظ المشروح. وأكثر من الصور الموضحة. فلقي رواجا منقطع النظير لما انطوى عليه من مميزات فهو مبرأ من فصول القول والاستطرادات وتعدد الأوجه، مكثف المادة غزيرها، رائق في حجمه ومظهره. غير أنه مع هذا كله لا يصلح مرجعا موثوقا للباحثين المختصين لوقوعه في بعض الأخطاء، ولأنه مشوب في عدد من مواده بأمور تتصل بالدين الإسلامي والتراث العربي مما درج على ترديده عدد من المستشرقين المغرضين. وعلى الرغم من تعدد طبعاته فإن القائمين على طبعه لم يتلافوا المآخذ التي دأب الباحثون على كشفها فيه طوال هذه السنين العديدة.

ولقد أدخلت عليه تحسينات كثيرة فحفل بالصور والجداول والخرائط وكتبت المواد في أول السطر باللون الأحمر، وألحق به معجم للآداب والعلوم حوى تراجم لأعلام الشرق والغرب صنعه الأب فرديناند توتل سنة ١٩٥٦م فصار المنجد في طليعة المعاجم العربية الحديثة تنظيما، وأيسرها تناولا، وأكثرها انتشارا مع ما فيه من مآخذ.