للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه فيسربهن إلي فيلعبن معي (١)». رواه البخاري، وأخرج أبو داود والنسائي من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر فذكر الحديث في هتكه الستر الذي نصبته على بابها، قالت: فكشف ناحية الستر على بنات لعائشة (لعب) فقال: (ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي، قالت: ورأى فيها فرسا مربوطا له جناحان فقال: ما هذا؟ قلت فرس، قال: فرس له جناحان؟ قلت: ألم تسمع أنه كان لسليمان خيل لها أجنحة؟ فضحك (٢)».

وأغلب من تكلم منهم عن هذين الحديثين ضمن كلامه آراء علماء وفقهاء عصره، أو من تقدموا عليه، وكل منهم متقارب؛ إذ في الغالب أن المتأخر منهم ينقل عن المتقدم إما نصا أو بزيادة بسيطة تتضمن رأيه وأحيانا رأي علماء عصره في الموضوع، لذا رأيت أن أختار مما اطلعت عليه في هذا الموضوع ما يسر الله لي نقله وكتابته مما أظنه كافيا لأداء الغرض. علما بأني لم أتعرض لأي نقل أو كتابة في موضوع التصوير بذاته؛ إذ يوجد لدى الأمانة فيه كتابات سابقة ولاحقة وتكلم عليه المفسرون والمحدثون والفقهاء والعلماء قديما وحديثا بما هو واضح وجلي والحمد لله. وذلك اقتصارا مني على المطلوب وتوخيا للاختصار.

وخلاصة ما كتب في الموضوع تتضمنها فتوى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله تعالى- وكذا ما كتبه والدنا سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد أثابه الله وجزاه خيرا في كتابه (الجواب المفيد في حكم التصوير)، وكذا ما كتبه الشيخ (حمود بن عبد الله التويجري) جزاه الله خيرا في كتابه (إعلان النكير على المفتونين بالتصوير)، وقد نقلت كلامهم ضمن ما كتبته هنا.

هذا وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يوفق عباده المؤمنين لاتباع هديه وشرع نبيه وأن يجنبهم المخالفة إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.


(١) صحيح البخاري الأدب (٦١٣٠)، صحيح مسلم فضائل الصحابة (٢٤٤٠)، سنن أبو داود الأدب (٤٩٣١)، سنن ابن ماجه النكاح (١٩٨٢)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٣٤).
(٢) سنن أبو داود الأدب (٤٩٣٢).