للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول أبي عيسى الترمذي

ذكر في تفسير سورة الحديد من جامعه حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا في بعد ما بين السماء والأرض، وما بين كل سمائين، وأن العرش فوق السماوات وبينه، وبين السماء بعد ما بين كل سمائين، ثم ذكر بعد ما بين الأرضين السبع، ثم قال: «والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله، ثم قرأ: (٢)». قال الترمذي: حديث غريب. وقال الذهبي: هو خبر منكر. انتهى.

قلت: وهو من رواية الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقد قال الترمذي بعد إيراده: يروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة. قال: وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا: إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه، وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش، كما وصف في كتابه. انتهى.

قول محمد بن عثمان بن أبي شيبة

ذكر الذهبي في كتاب "العلو" أنه ألف كتابا في "العرش" فقال: ذكروا أن الجهمية يقولون: ليس بين الله وبين خلقه حجاب، وأنكروا العرش، وأن يكون الله فوقه، وقالوا: إنه في كل مكان. ففسرت العلماء: {وَهُوَ مَعَكُمْ} (٣) يعني علمه. ثم تواترت الأخبار أن الله تعالى خلق العرش فاستوى عليه، فهو فوق العرش، بائن من خلقه.

وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في القاعدة المراكشية: "ذكر أبو عمرو الطلمنكي الإمام في كتابه الذي سماه "الوصول إلى معرفة الأصول" أن أهل السنة والجماعة متفقون على أن الله استوى بذاته على عرشه. قال: وكذلك ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة - حافظ الكوفة - في طبقة البخاري ونحوه. ذكر ذلك عن أهل السنة والجماعة.

قول زكريا الساجي

ذكر الذهبي في كتاب "العلو"، وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عن أبي عبد الله بن بطة العكبري قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي قال: قال أبى: القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذي لقيناهم: إن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء.


(١) سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٢٩٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٧٠).
(٢) سورة الحديد الآية ٣ (١) {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
(٣) سورة الحديد الآية ٤