للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قول محمد بن جرير الطبري

قال في تفسير قول الله تعالى في سورة الحديد: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (١) يقول: وهو مشاهد لكم أيها الناس أين ما كنتم، يعلمكم ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سماواته السبع. وقال في تفسير قوله تعالى في سورة المجادلة: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ} (٢) يسمع سرهم ونجواهم، لا يخفى عليه شيء من أسرارهم، {وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} (٣) يقول: في أي موضع ومكان كانوا. وعنى بقوله: {هُوَ رَابِعُهُمْ} (٤) بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه، وهو على عرشه.

ثم روى بإسناده إلى الضحاك في قوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ} (٥) إلى قوله: {هُوَ مَعَهُمْ} (٦) قال: هو فوق العرش، وعلمه معهم أين ما كانوا. وقال في تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} (٧) يقول تعالى ذكره: والله الذي له الألوهية في السماء معبود، وفي الأرض معبود كما هو في السماء معبود، لا شيء سواه تصلح عبادته. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ثم روى بإسناده عن قتادة في قوله: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} (٨) قال: يعبد في السماء ويعبد في الأرض.

قول حماد البوشنجي الحافظ

روى شيخ الإسلام الهروي بإسناده إلى حماد بن هناد البوشنجي قال: هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار، وما دلت عليه مذاهبهم فيه، وإيضاح منهاج العلماء وصفة السنة وأهلها: إن الله فوق السماء السابعة على عرشه، بائن من خلقه، وعلمه وسلطانه وقدرته بكل مكان. انتهى. ونقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية".

قول إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة

قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في كتابه "معرفة علوم الحديث ": سمعت محمد بن صالح بن هانيء يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر بربه، يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل؛ حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح


(١) سورة الحديد الآية ٤
(٢) سورة المجادلة الآية ٧
(٣) سورة المجادلة الآية ٧
(٤) سورة المجادلة الآية ٧
(٥) سورة المجادلة الآية ٧
(٦) سورة المجادلة الآية ٧
(٧) سورة الزخرف الآية ٨٤
(٨) سورة الزخرف الآية ٨٤