للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخط الموصل إلى الحق وهو الاعتصام بالكتاب والسنة، ولكن الله سلم، فهرب الصبي من الأسر واتصل بجماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة، فأنقذه الله على يد الجماعة زادها الله من التوفيق.

ولله الحمد والمنة، فالكتاب يحمل في صفحاته معلومات خطيرة عن الصوفية.

وأنا أدعو شبابنا إلى قراءة هذين الكتابين ليدركوا بأنفسهم حقيقة دين الصوفية، وأنه غير الدين الإسلامي في حقيقته. والله المستعان.

وإن كان القارئ يلاحظ أن في هذا الحكم نوعا من القسوة أو المبالغة، وإنما يرجع ذلك لأنه حكم جاء مخالفا للمألوف الموروث، وأما القارئ المتجرد من مألوفات قومه بعقله الحر، وله اطلاع على نصوص الشريعة في باب الردة خاصة، فلا يشك أن ما تدعو إليه الصوفية من وحدة الوجود ومن دعوى حلول الرب تعالى في فرد من مخلوقاته، أو من دعوى الاستغناء عن الشريعة المحمدية بدعوى الأخذ من الله مباشرة، أو نقل الأحكام من اللوح المحفوظ بالنسبة لخواصهم، فلا يتردد في تكفيرهم، وبالتالي لا يتهمنا بالمبالغة أبدا.

هذا، وقد يدعون التأثير في الآجال والأرزاق والشقاوة والسعادة والموت على حسن الخاتمة أو سوء الخاتمة، بل التصرف المطلق في هذا الكون علويه وسفليه، ومن لم يكفر هؤلاء فهو كافر مثلهم أو من أجهل عباد الله. فنسأل الله له العافية.

أما البقاعي فقد نقل في كتابه المذكور: أقوال عدد كبير من أعلام القرن السابع والثامن والتاسع تكفير ابن الفارض وابن عربي شرعا، وهي فتاوى خطيرة لها اعتبارها ووزنها عند أهل العلم.

وقد صنف البقاعي أولئك الشيوخ الذين أفتوا بكفر الزنديقين إلى طبقات مختلفة في الزمن بعد أن بين مكانة كل واحد منهم في علمه وفضله والمذهب الذي ينتسب إليه من الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وذكر منهم ٤٠ عالما وإماما بأسمائهم فليراجع كتابه لأهميته.

وخلاصة ما اعتمدوا عليه في تكفيرهم هو: أن كلام الرجلين ابن الفارض وابن