ولاياتهم ومناصبهم، فهم دائما يقفون في وجه كل إصلاح بالدعاية تارة ونشر الإشاعات والسموم تارة أخرى. فذهب الخصوم إلى حاكم الأحساء والقطيف وما حولها - سليمان بن محمد الحميدي وخوفوه على ملكه، فأرسل إلى عثمان بن معمر كتابا يأمره فيه بقتل الشيخ أو إخراجه من العيينة وإن لم يفعل قطع عنه خراجه الذي عنده.
انتقال الشيخ إلى الدرعية: تلقى الأمير عثمان بن معمر كتاب أمير الأحساء والقطيف ووقع في حيرة من أمره فماذا يفعل؟؟ وهو لا يستطيع أن يستغني عن الخراج، فأطلع الشيخ على الأمر، وبعد محاورة بينه وبين الشيخ كان يبدو فيها ضعيفا مستخزيا مستهولا مخالفة أمير الأحساء لإيثاره الدنيا على الآخرة. فأمر الشيخ بالخروج من العينية. فخرج منها إلى الدرعية وكان ذلك سنة ألف ومائة وثمان وخمسين من الهجرة، وفي الدرعية نزل على عبد الله بن سويلم، وفي اليوم التالي نزل في دار تلميذه الشيخ أحمد بن سويلم؟
الأمير محمد بن سعود يبايعه: علم الأمير محمد بن سعود بالشيخ فركب إليه في تلك الدار التي ينزل فيها، وأظهر له من التعظيم والتكريم شيئا كثيرا، وقال له: أبشر ببلاد خير من بلادك وأبشر بالعز والمنعة، فقال الشيخ: وأنا أبشرك بالعز والتمكين وهذه كلمة " لا إله إلا الله " من تمسك بها وعمل بما فيها ونصرها ملك بها البلاد والعباد. وأخذ الشيخ يشرح للأمير حقيقة الإسلام، ويبين له أصول التوحيد وما عليه أهل نجد من الجهل والبدع والشرك، فلما قرر الشيخ للأمير هذه الأمور المهمة انشرح صدر الأمير لها وقال: لا شك أن ما دعوت إليه أيها الشيخ هو دين الله الصحيح والعقيدة الحقة، وأن ما عليه أهل نجد هو ضلال، ولكن أخشى إن نحن أيدناك ونصرناك أن تزكنا إلى غيرنا وترحل عنا، وإن لنا على الدرعية قانونا نأخذه منهم في وقت الثمار فأخاف أن تحرمه علينا، فقال الشيخ أما الأولى. فابسط يدك أبايعك. الدم بالدم والهدم بالهدم والبقاء معكم. وأما الثانية فلعل الله أن يفتح لك الفتوحات ويعوضك عما تأخذه منهم ومنذ ذلك اليوم وقد أصبح للدرعية شأن وأي شأن.
الدرعية مركز الدعوة:
لقد بايع الأمير محمد بن سعود على دين الله ورسوله والجهاد في سبيله وإقامة شرائع الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستقر الشيخ في الدرعية فتسلل إليه