أصحابه وأتباعه من أهل العينية، وصارت الكتب ترسل من الداعية الكبير إلى أمراء نجد وعلمائها بالدعوة إلى الله تعالى وإلى دينه الحق، والجيوش تبعث من الدرعية إلى القرى المجاورة والمدن والشيخ لا يفتر عن الجهاد بقلمه ولسانه، وينظم الجيوش ويبعث البعوث مع الإمام محمد بن سعود الذي حمل راية الجهاد والنضال فازدهرت الدعوة وانتشرت وقوي سلطانها.
الهجوم على الدرعية:
راع أنصار الشيطان وأعداء الحق أن يروا الدعوة تنتشر وتزدهر وتعلو وترتفع، فجمعوا جموعهم وألبوا الأمراء والبوادي في الصحراء وهجموا على الدرعية بقيادة دهام بن دواس، وقتل أولاد الأمير محمد بن سعود فيصلا وسعودا، ولكن ذلك لم يزد الأمير إلا قوة وصلابة ولم يضعف ولم يستكن ولم يتزحزح وصبر على هذا البلاء واحتسب أولاده شهداء في سبيل الله، فازداد الداعون والمحاربون قوة فوق قوتهم ومنعة فوق منعتهم وإيمانا بالحق وأبطل الله كيد أعدائهم ورد كيدهم إلى نحورهم {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(١).
وما أشبه الليلة بالبارحة، فقد كانت هذه الواقعة وهذا الهجوم أشبه بهجوم المشركين على المدينة في غزوة الأحزاب، فأبطل الله كيدهم وشتت جموعهم ونصر الله رسوله وجنده وصارت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
آل سعود يواصلون تأييد الدعوة:
بعد كل هذه الأحداث الدامية والصدمات المتكررة والحرب الطاحنة الداهمة التي راح ضحيتها أبناء الأمير محمد بن سعود فقد ظن الجهلاء أن الأمير سيترك نصرة الشيخ ومؤازرة الدعوة، ولكن الله سبحانه وتعالى قد شرح صدره لها وقوى إيمانه بها، وكيف لا وهي دعوة خير الأنبياء والرسل. . دعوة الحق والهداية للبشرية قاطبة.