وحراس من أرض أباوين إلى أرض عنقوت وإلى بحر حيق والجبال تدور عليها مسيرة عشرين يوما، ولها خمسة أبواب، باب من طريق ولقى، وباب من طريق أخي فج، وباب من طريق منز، وباب من طريق ميات من أرض جدم، وباب من بلد واصل يحرسه بجيشه.
ويقصده الإمام أحمد بجيوشه بعد أن يمهد كثيرا من البلاد في طريقه ويستولي على المدد المرسل لجيوش الملك، ويقرر الإمام صعود جبل واصل من المنطقة التي يتولى حراستها الملك وجيشه، وينتصر الإمام في وقعة باب واصل، وكان ذلك في يوم الجمعة ١٦ من ربيع الأول سنة ٩٣٨ هـ ويقول المؤلف: لما انهزم المشركون من باب واصل قصدوا إلى خيمة الملك والتجئوا عندها وبعضهم هربوا على وجوههم، وخرج الملك من خيمته وركب فرسه مع حجابه وكانوا نحو أربعمائة فارس يحفون به، وحمل عليهم المسلمون حملة رجل واحد وتقاتلوا حتى ألقى الله الرعب في قلب جيوش الكفرة فولوا الأدبار، وتبعهم المسلمون يقتلون وحمل الإمام والسيف في يده اليسرى فنظر إليه ملك الحبشة وعرفه بعلامة في فرسه وبسيفه في يده اليسرى وقال لأصحابه: جاءكم الشيطان بنفسه، فصاح عسكر الحبشة على الإمام يقولون: سحرتنا سحرتنا، ودخل الإمام وسطهم وفوق جمعهم وصدقهم بالضرب فانهزموا إلى الجبل فلم يجدوا طريقا، فصاح عليهم الإمام: اتركوا خيولكم وانجوا بأنفسكم فقد أدركناكم، ففزعوا وداخلهم الخوف وتركوا خيولهم وطلعوا الجبل، ومن رعبهم كانوا يسقطون من الجبل فيقتلهم المسلمون، وغنم أصحاب الإمام خيولهم بلباسها من الجوخ القرمزي.
وأما ملك الحبشة فإنه سار على وجهه ومعه خمس جنائب تقاد بين يديه وقصد إلى طريق العنبا، أما أصحاب الإمام فقد غنموا من الذهب والفضة والخيول والبغال والحرير، ومن ثياب الملك ومن فرش الديباج وأسروا الفائقات من النساء، من نساء البطارقة وأولادهم وغيرهم ما يعد بالألوف واستولوا على قبة الملك وفيها سرير الملك وسلاحه، وأمر الإمام أصحابه فمزقوا الخيمة إربا إربا.
وسار الإمام من باب واصل إلى بيت أمحره مسكن أهل الكتاب والقسس والرهبان، ودار الملك التي ينصب فيها الملوك وقصد إلى الكنائس وأسند خرابها إلى