للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا (١)» رواه مسلم (٢).

ووجه الدلالة فيه: أن من يدعو إلى ضلالة من الضلالات التي أحدثت في الدين فإنه سيبوء بأوزار من يعمل بها. وهذا من أعظم ما ينفر عن البدع ويبين سوء منقلب دعاتها والعاملين بها. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ووجه التحذير: أن الذي يحدث البدعة قد يتهاون بها لخفة أمرها في أول الأمر ولا يشعر بما يترتب عليها من المفسدة، وهو أن يلحقه إثم من عمل بها من بعده ولو لم يكن هو عمل بها بل؛ لكونه كان الأصل في إحداثها (٣).

٥ - ومنها: ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم ويقول: بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ويقول: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة (٤)». . الحديث. رواه مسلم وابن ماجه (٥).

وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته (٦)» رواه الطبراني وإسناده حسن (٧).

ووجه الدلالة منهما: أنه عليه الصلاة والسلام أخبر بأن شر الأمور في الدين هي المحدثات من البدع وأن كل بدعة ضلالة. كما أخبر عن


(١) صحيح مسلم العلم (٢٦٧٤)، سنن الترمذي العلم (٢٦٧٤)، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٩٧)، سنن الدارمي المقدمة (٥١٣).
(٢) رياض الصالحين ٩٥ من الباب العشرين.
(٣) فتح الباري ٣٠٢/ ٣.
(٤) صحيح مسلم الجمعة (٨٦٧)، سنن النسائي صلاة العيدين (١٥٧٨)، سنن ابن ماجه المقدمة (٤٥)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣١١).
(٥) الترغيب. والترهيب ١/ ٦٢.
(٦) سنن ابن ماجه المقدمة (٥٠).
(٧) الترغيب والترهيب ٦٢/ ١